Sunday, May 13, 2012




دعوا أكبادنا تمشي على الأرض
أنفس عبد العزيز




الإنجاب وظيفة فطرية أوجدها الله في كل الكائنات الحية للحفاظ على النوع والاستمرار في الحياة. كانت الكثرة في الإنجاب من أقدم الظواهر الإجتماعية. فالعرب امتلكوا هذا الموروث الإجتماعي منذ أيام الجاهلية حيث كان كثرة الأولاد ترمز إلى القوة والعزة.
لكن في ظل الظروف وتحت  المستوى المعيشي المتدني، والرواتب المتدنية بشكل واضح،توجه فئة الشباب إلى تنظيم الإنجاب الذي يعني بإنجاب طفل أو طفلين أو ثلاثه كحد أقصى، مع مراعاة الفرق في العمر بين كل طفل. و أصبحت كثرة الإنجاب موضة قديمة
فالذين ينظمون الإنجاب يدعون أن كثرة الأولاد تعيق عملية التربية. لكن هذا يعتمد على الأب وكيفية التربية . الأب أو ولي الأمر إذا كان واعيا ويعرف كيف يربي و كيف يجعل الإبن يحترم أباه 
فبالتالي تسهل الأمور مهما كان عدد الأبناء. ومن الشباب من ينظم الإنجاب خشية إملاق. هذا مخالف لقول الله الذي يرزق الآباء والأبناء حيث يقول "ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم و إياهم". فالله تعالى كفيل برزق حتى الطيور والدواب. أمي تقول دائماً، مثل ما الله خلق عبيده ما ينساهم.أما القول بأن الحمل المتكرر تؤثر صحة المرأة مجرد ادعاء,بل الصحيح العكس ,لأن الدراسات تقرر أن تكرر الحمل لا يشكل أية خطورة على صحة المرأة طالما تحافظ على صحتها بشكل سليم من خلال الغذاء. كما تصرح الدراسات أن الحمل المتواصل لا يضر بصحة المرأة في حال محافظتها على الغذاء والرياضة، إلا أنه من المفضل أن يكون الفرق بين طفل وآخر عامين، وتعزز هذه الدراسات ما ورد في القرآن الكريم:"حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين".
حينما كنت مدرسا في الهند كان لي صديق له ابن وابنة اكتفى بهما .كان هو و زوجته سعيدين بابنيهما حتى اختطفهما الموت مفاجأة في حادثة المرور بعد أن تجاوزا الثالثة عشر من عمرهما. فما الذي يعزيهما وما الذي يسعدهما بعد.
فالبنون زينة الحياة الدنيا وهم أكبادنا تمشي على الأرض .تحلّوابهم وتزينوا,ولا تقتلوهم من أجل سعادتكم فتندموا. اعلمو أن آباءنا أو أجدادنا لو عزموا على تنظيم الأسرة لما وجد كثير منا.